أرشيف

صخر الوجيه: على الرئيس أن يأخذ العبرة من التاريخ وينظر كيف انتهى المصير بالمستبدين

اعتبر النائب المستقل صخر الوجيه التعديلات الدستورية التي تقدم بها نواب مؤتمريون بانها مجرد تغطية لتعديل وصفه بالكارثي يتمثل في تأبيد الحكم الرئاسي،  وتمهيداً لتوريثه لأولاد صانع القرار.

واتهم الحزب الحاكم بتعميق الانفصال في المحافظات الجنوبية، لانه قضى على مبادئ الوحدة، واوجد الاقصىاء السياسي، واستحوذ على السلطة والمال، من خلال اقراره مثل هذه التعديلات.

وقال الوجيه، وهو احد النواب المحتجين على قرار المؤتمر المضي في الانتخابات منفرداً، ان القرار الاصوب للمشترك هو اللجوء الى جماهير الشعب صاحبة المصلحة الاولى في الانتخابات، والعمل على تعبئته وتوعيته. ولم يستبعد ان ينجر نواب معارضون في الانتخابات رغم مقاطعة المشترك، وان السلطة ستسخدم كافة الوسائل الترغيبية والترهيبية لاسقاط نواب معارضين في فخ الانتخابات. واذ استغرب من تذرع المؤتمر وقوله بانه سيخالف لائحة المجلس والدستور في التصويت على التعديلات حتى يثبت انه غير تابع للارادة الامريكية، تساءل: ولماذا اتعبوا الارادة الامريكية وفتحو لها السماء والبحر والارض لقتل اليمنيين؟ وفي ما يتعلق بتخوفات الاحزاب من الخسران في حال قاطعت الانتخابات، قال انه لا يهمه من يربح ومن يخسر من الاحزاب قدر ما يهمه ما الذي سيحققه الشعب اليمني وما الذي سيخسره ناصحاً احزاب اللقاء المشترك بالعمل من اجل الوطن والمواطن، وتبني معاناة الناس وما يلاقونه من قهر، وان ينصهروا مع الجماهير. حوار: هلال الجمرة

نبدأ من التعديلات الدستورية، فشل الحوار بين الاحزاب فصوت حزب المؤتمر على قانون الانتخابات منفرداً، ثم قاطعت كتل المشترك والمستقلين جلسات البرلمان، فتقدم المؤتمر بتعديلات دستورية خطيرة.. كيف تقرأ هذه الاجراءات؟

– التعديلات الدستورية التي تم انزالها او اقرارها من طرف واحد جوهرها الاساسي والغرض الاساسي منها هو الغاء فترة الدورتين من الدستور النافذ لمنصب رئاسة الجمهورية، وهذا يعني تأبيد هذا المنصب وجعله مختطفاً في يد الرئيس الحالي الى ما شاء الله، وتمهيداً لتوريثه لاولاده. هذا كل ما في الامر، الرئيس لا يستطيع ان يقدم هذا التعديل فقط، فقدموه ضمن مجموعة من التعديلات، التي تمثل انتكاسة للديمقراطية، حيث جعلوا مجلس الشورى جزءاً من السلطة التشريعية على الرغم من انه منتخب من المجالس المحلية التي هي جزء من السلطة التنفيذية التي هي من ستتحكم بالغرفة الثانية التي ستكون جزءاً من السلطة التشريعية.

– في الدستور الحالي لا يعتبر مجلس الشورى جزءاً من السلطة التشريعية، وانما مشارك في بعض المهام وهو تقديم المشورة لرئيس الجمهورية في السلطة التنفيذية. هذا في رأيي يتناقض تناقضاً كلياً مع مبادئ الثورة، مع الجمهورية، مع الديمقراطية، مع مضامين وحدة الـ 22 من مايو.

– انا لا اعلم لماذا صانع القرار السياسي في اليمن يتهم الاخرين بالانفصال ويتغنى بالوحدة واحياناً يتخذها ذريعة لقمع الحريات بينما هو اليوم يمارس من خلال هذه التعديلات ممارسات فعلية تعمق الانفصال والحركات الانفصالية في المحافظات الجنوبية، لأن هذه الوحدة اذا لم تقدم على الشراكة السياسية، ووجد فيها الاقصاء والاستحواذ على السلطة والاستحواذ على الثروة، لا اعتقد انها ستكون محببة الى قلوب الناس، والدليل على ذلك ما يجري في السودان اليوم.

– علينا ان ننتبه الى مثل هذه الامور لكن الحاكم لا يهمه إلا تثبيت الكرسي وتوريثه لاولاده.
 
هل تعتقد ان الحزب الحاكم والرئيس ماضون في هذه التعديلات ام انها مجرد ضغط على كتل المشترك لدخول الانتخابات؟

– النظام اليمني يتمنى ان يشارك المشترك في الانتخابات، لكن يريد من المشترك يريد ان يشارك في الانتخابات التي يحدد نتائجها هو سلفاً، ولذلك تهرب في اتفاق فباير، وسوف وماطل وافشل الحوار ولجأ الى تقديم مبادرات اخرى (حيث قال) نحن نقبل ان نشارك في حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات، نحن- اي الرئيس- سنعطيهم ضمانات بتشكيل حكومة وحدة وطنية مهما كانت النتائج.

– يريد ان يقول انا الذي امنح، والذي يمنح يستطيع ان يأخذ، هو لا يريد ديمقراطية. هو صحيح يريد ان يضغط لكن في الاساس هو رمى بهذه التعديلات، واتخذ هذه الاجراءات ويتوقف الامر في تراجعه من عدمه على ردة فعل المعارضة وجماهير الشعب اليمني، لذلك انا ادعو جماهير الشعب اليمني ان تكون واعية لما يمكن ان ينتج عن هذه التعديلات وعن الانتخابات المنفردة. المسألة ان المعارضة لا تريد كراسي في البرلمان، ولو كانت تريد ذلك وتحافظ على كراسيها الحالية لاتفقت مع المؤتمر الشعبي العام الذي هو في الاساس اداة من ادوات الحاكم، لكنها تدرك ان اي انتخابات محددة نتيجتها سلفاً، واي انتخابات تعيد انتاج هذه السلطة هي في الاساس مزيد من الفقر، مزيد من البطالة، مزيد من التمزق الاجتماعي، مزيد من الحروب، مزيد من المآسي التي سيعاني منها ابناء الشعب اليمني. على الشعب اليمني ان يدرك انه صحيح مهموم بلقمة عيشه، لكن لقمة العيش مربوطة بنتائج الانتخابات.

الثلاثاء الماضي، تم الحديث عن تعديلات دستورية، وفي اليوم التالي تسربت اخبار عن وجود لجنة للحوار شكلها الرئيس برئاسة عبدالعزيز عبدالغني، مع المعارضة؟

– هذا اسلوب المؤتمر من زمان وليس من اليوم. من يتذكر انه تم توقيع اتفاقيات المبادئ عام 2006، التي وضعها الاتحاد الاوروبي ووقع عليها جميع الاطراف، مباشرة بدأ يتنصل المؤتمر من هذه الاتفاقية، وماطل وسوف إلى ان وصلنا الى انسداد الافق السياسي في 18 اغسطس 2005، وصمم على اجراء الانتخابات، ثم تنصل مع هذه الاتفاق بدأ يسوف ويماطل، وبدأ يقدم عروضاً اخرى كلنا في هذا العام، بدأت القانون النافذ ونفس اللجنة والسجل الانتخاباي. واليوم بعد ان صوت على قانون الانتخابات الذي اسقط في 18 اغسطس 2008 بتصويت من المؤتمر الشعبي العام، بل وعدله بطريقة مخالفة للائحة ومخالفة للدستور، حيث حرم اكثر من مليون و200 الف شاب وصلت اعمارهم الى سن الـ 18، من القيد والتسجيل ثم الغى الحذف والادراج بطريقة غير مشروعة، ثم صوت على اللجنة العليا للانتخابات من القضاة كاشخاص، بل اطعن في البيئة التي يعمل فيها القضاء، بيئة غير مستقلة يعني قد يكون الناس جيدين، لكن من يعمل في بيئة مستقلة لا يستطيع ان يكون مستقلاً وموضوعياً وعادلاً في قرارته.
 
عمل كل الاعمال، بل الادهى والامر ذهب في اتجاه انزال تعديلات منفرداً تعود بالحياة الديمقراطية الى الخلف، ثم يقول انه شكل فريقاً للتحاور. للتحاور على ماذا؟ هل هو مستعد ان يلغي كل الاجراءات التي انقلب فيها على اتفاق فبراير اولاً، ثم يعود لمواصلة اللقاءات لانه ثمرة التحاور قد نتج عنها اتفاق فبراير 2009م، ونتج عنها الاتفاق الرباعي الاخير، نبدأ في النقطة التي انتهى الناس اليها، لدي هنا ورقة من الاتفاقية او الصيغة التي قدمها الدكتور عبدالكريم الارياني او الصيغة النهائية لما اتفق عليه، وعندما عرض على صانع القرار رفضه رفضاً مطلقاً.
 
وهذا لا هم له الا الرجوع بنا الى عهود ما قبل الثورة ولكنه طبعاً لا يريد ان يخرجها ويجبر الاخرين ان يعملوا هذا العمل.
 
تصور انه عندما وقع الاخوة الاعضاء على التعديلات المنشودة وقعوا على بياض لا يوجد فيها التعديلات ولا يعلمون ما هي التعديلات وفي نشرة الاخبار اعلن ان هناك 100 عضو وجهوا رسالة الى هيئة رئاسة مجلس النواب يطلبون فيها التعديلات الاتية (…..)، لكنهم في الواقع لم يقدموا حرفاً وانما كتبوا اسماءهم ووقعوا وقدموها الى تعديلات. مع ان الدستور يخول له ان يطلب التعديلات ولكن يريد ان يقول انا لست مهتماً بهذا، انما اصرار الشعب. ويكفينا المسرحية الهزلية التي اجريت في 2006م، واخرج فيها الناس يستجدون ويبكون وكأنهم سيحرمون من الحياة اذا لم يترشح الزعيم القائد باني حضارة اليمن وصانعها وصانع التاريخ.
 
امس (السبت) طلب رئيس مجلس النواب يحيى الراعي من اي شخص التحاور مع المعارضة مقابل انها تدخل وتناقش التعديلات وتقدم مقترحاتها ونحن نعمل بها، كيف تكون التعديلات توافقية بين الاحزاب، وسنقر اية ملاحظات تقدمها المعارضة بشأن هذه التعديلات؟
 
– إما أن الاستاذ يحيى الراعي لا يفهم، او انه تصنعاً يدعي عدم الفهم، اية مشاركة للمعارضة على تعديلات قد تم انزالها سيكون محصوراً في هذه التعديلات التي نزلت من طرف واحد.
 
لو كانوا يريدون مشاركة المعارضة كان يجب الاتفاق على التعديلات قبل انزالها الى المجلس ، ثم تنزل الى المجلس ويتم احالتها الى اللجنة. 

مشاركة المعارضة ستكون محصورة في ما قدموه، النظام السياسي والسلطة الحالية، وفي النهاية يتم التصويت وبالاغلبية المزعومة، والمراد من المعارضة منح الشرعية للعمل اللاشرعي الذي قاموا به من انقلاب على الشرعية التوافقية، للانقلاب على مضامين الوحدة والثورة والجمهورية، يريدوننا ان نشارك فيه. هذا مستحيل، نحن لن نشارك في هذا حتى وان نجحوا مؤقتاً في مثل هذا، لكن التاريخ سيسجل، الشعب سيسجل ان من انقلب على هذه المفاهيم هم فئة بعينها مستخدمة اغلبيتها المزعومة التي وصلت الى مجلس النواب بطريقة او بأخرى غير دستورية للانقلاب على كل هذه المضامين.
 
المعارضة لو انها ستشارك في مثل هذه المهزلة فانها ستكون قد خانت مبادئها، خانت جماهيرها، وخانت مبادئها خانت جماهير، وخانت الشعب اليمني كاملا.
 
– هذا خطأ، لكن لا يعني ان نائباً هنا او هناك سقط في مثل هذا الفخ انه يمثل المعارضة، هو لا يمثل المعارضة، بل يمثل نفسه في مثل هذا التوقيع. وارجو من النائب الذي وقع ان يبين للناس ما اسباب توقيعه ودوافعه.

هل نتوقع حدوث شرخ انقسامات داخل المشترك فيشارك احد احزابه في الانتخاب مع المؤتمر؟

– لا اعتقد ان يحدث شرخ او انقسام، كذلك لا اعتقد ان يكون هناك خروج بالشكل الذي يؤدي الى تفكك، ومع ذلك قد تحدث خروقات فردية، لكن لا اتوقع انها ستؤثر على لحمة الاحزاب لانها تمثل الاشخاص وليس الاحزاب.
 
– يعني هل تتوقع ان تتمسك احزاب المشترك بقرارها وتقاطع الانتخابات؟

– بصفتي مستقلاً افهم ان احزاب المشترك هي معنية بدخول انتخابات حرة ونزيهة تأتي وفقاً لاتفاق 23 فبراير 2009 الموقع عليه من قبل احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم، وليست معنية بأي انتخابات ديكورية تعيد انتاج السلطة، هذا ما افهمه بانها ستعتمد على ما تم الاتفاق عليه. اما هل ستحدث خروقات، نترك هذا للمستقبل.
 
فيما يتعلق بمنح المرأة 44 مقعداً في البرلمان وفق التعديلات الدستورية المطلوبة، باعتقادك هل اراد الرئيس او المؤتمر بهذا كسب المرأة وكذا الدول المانحة؟

– هذا التعديل انزل للتغطية على التعدل الكارثي الذي انزل لرفع القيد عن تحديد مدة الرئاسة بدورتين، اما منح 44 مقعداً للمرأة من نفس اللون السياسي، فلا يخالف اعني انه عندما توجد هذه المقاعد لتنفيذ رغبة الحاكم فقط، فلا يختلف سواءاً كان اللون نسائياً او رجالياً، حيث يكون اللون متشابهاً ويتماهى، فلا تفرق بين الصوت الذي هو اداة سواء يأتي من امرأة او رجل
 
باعتقادك هل سيمضي حزب المؤتمر الشعي في هذه الانتخابات؟ – اذا كانت ردود فعل المشترك والجماهير ليست على مستوى المسؤولية، فسيمضي، وما الذي يعنيه؟

– هو يريد ان يحتفظ بالكرسي ويستأثر بالمزيد من الثروة والسلطة، ولتحترق اليمن كما هي محترقة اليوم. اهم شيء انه يستقبل في الدول الاخرى كرئيس دولة، ويعزف له السلام الجمهوري، ويحتكر وسائل الاعلام العامة ويلقي كل يوم خطاباً ولتشتعل اليمن الى ان يأذن الله بالتغيير.
 
ما هو القرار الاصوب، الذي على المشترك اتخاذه في حال مضى المؤتمر في الانتخابات، برأيك؟

– القرار الاصوب للمشترك هو ان يلجأ من اليوم الى جماهير الشعب التي هي صاحبة المصلحة الاولى في الانتخابات، ويعمل عملاً تعبوياً وتوعوياً بان ما يمضي فيه النظام والسلطة وعلى رأسها صانع القرار هو عمل يؤدي الى المزيد من المآسي، فاذا استطاع المشترك ان يوصل هذه الرسالة لجماهير الشعب، وهذه الجماهير دافعت عن مصالحها بالوسائل التي اتاح لها الدستور، حتى لا يفسر كلامي يمنياً او شرقاً، مع ان الحاكم للاسف لا يخضع الا الى منطق القوة، ونحن ان كنا نبارك الهدنة التي في صعدة والصلح، لكن هذه جاءت نتيجة ارغام الحاكم، اذ ليست من العمل الشرعي والسلمي، ولكننا نراهن اذا تحرك الشارع بعمل سلمي يتساوى مع الحدث الذي يراد انجازه اليوم، فان الحاكم وبطانته وحزبه سيراجعون انفسهم وسيحسبون الف حساب. اما اذا اكتفى الامر ببيانات وندوات ومقابلات صحفية وتلفزيونية، فالحاكم لا يعبأ بمثل هذا ، بل يفاخر بأن لديه ديمقراطية وصحفاً، قولوا ما شئتم وسأمضي في ما اشاء.
 
كما قلت الى جانب المشترك يعاني البلد من ازمتين شديدتين: الحوثي في الشمال والحراك في الجنوب.
 
– (مقاطعاً) هناك ازمة اخرى لا يلتفت اليها هي ما يعتمل في نفوس الناس المطحونين والمقهورين، من احتقان وقهر وظلم، هذه الامور قد تصل الى حد الغليان، والى حد الانفجار اما اطلاق المساجين على ذمة احداث صعدة، نحن نرحب به، وكنا نطالب به من زمان، وكنا نعتبره شرطاً من شروط التهيئة للحوار. لماذا اليوم بعد ان انجز ما انجز من تعديلات، كان يقول ان هذه خيانة وهؤلاء خونة وهؤلاء محكوم عليهم بالاعدام، ورفض اطلاقهم بشدة.

– اذن ما دلالة ان يتم اطلاقهم في هذا التوقيت؟ وما دلالة تحرك الوساطة القطرية؟
 
– هو يريد ان يهدئ الامور مؤقتاً كيف تجري الانتخابات في اغلب المحافظات، بعدها سيقلب لهم جميعاً ظهر المجن، والتجارب السابقة هي خير دليل، مع ترحيبي باطلاق جميع المعتقلين الذين يتم احتجازهم بمخالفة للقانون.
 
تحدثت عن ازمة ثالثة هي الازمة التي لا يلتفت لها، لماذا لا يتبني المشترك معاناة هؤلاء المطحونين بحسب وصفك؟

– نتمنى ان يقود المشترك جماهير البلد الى ما فيه خيره وخيرها بالوسائل السلمية والقانونية، وان يتبنى معاناة ومطالب هؤلاء، وان كان اهمل في الماضي او تغافل- وهذا رأيي كمستقل قد يكون للمشترك رأي اخر- فعليهم اليوم ان يصعدوا من وتيرة الشارع بالوسائل المشروعة، ومن حقهم ومن حق جماهير الشعب ان يعبروا عن رفضهم لهذه الاجراءات التي قد تصيب المجتمع اليمني في مقتل بكافة مشاريعة.
 
بعد ان رفع البرلمان جلساته، ماذا بشأن الخطوات او الاجراءات التصعيدية التي ستنفذها كتل المشترك والمستقلين؟

– اعتقد ان الكتل البرلمانية للمشترك خاصة، هي حلقة من حلقات احزاب المشترك، وعليها الان ان تندمج بالعمل الحزبي المتصل بالجماهير والفعاليات التي ستعد لها الاحزاب، وهم سيكونو في طليعة هذه الفعاليات.
 
خطوات المؤتمر لخوض انتخابات برلمانية بشكل منفرد تعززت بعد نجاح فعالية خليجي 20، ونجاح الانتخابات المصرية والاردنية بم تفسر ذلك؟

– ربما تكون هذه شجعت لكنهم مبيتون الامر منذ البداية هم عملوا كما علمت مصر بانه لا سبيل للوصول لمنصب الرئاسة وتأبيده إلا الاستحواذ على الشرعية والبرلمان وبالتالي هذا الامر وهذه النية وهذا الاجراء جاء بعد انقلابهم على اتفاق فبراير، بل قالوا بان التوقيع على اتفاق فبراير كانت غلطة وقد صرح بهذا عدد من مسؤولي المؤتمر ، ثم انتظروا شهراً وهم مصممون على افشاله، ووصلوا بنا الى مرحلة زمنية يقولون فيها ان الوقت ازف، وليس لنا الا الانتخابات يفشلون الانتخابات اولاً، ويحملون مسؤولية افشالها المعارضة في وسائل اعلامهم المنتشرة في كل مكان، ثم يقولون ليس هناك حل الا اجراء الانتخابات، وبعدها نتفاوض، بعد ان يستحوذوا على كل شيء على ماذا نتفاوض؟

– لكن بالرغم من فشل عديد حوارات مع المؤتمر، لم يعتبر المشترك منها، ففي كل مرة يتم الاتفاق على الحوار يتعامل المشترك كمنتصر وكأن الحوار نجح بمجرد البدء فيه.
 
– المشترك منذ بداية الامر وهو يحمل مسؤولية افشال الحوارات المؤتمر الشعبي العام لكنه كقوى سياسية لا يمكن الا يرحب باية مبادرة حوارية، حتى يثبت للشعب ويثبت للاقليم والمجتمع الدولي انه مع الحوار، لان الحزب الحاكم اصلاً اذا اطلق اية مبادرة موضوعية للحوار ورفضت فسيقيم الدنيا ولن يقعدها، لكن المشترك يبين عند بدء كل حوار ان النية المبينة لدى المؤتمر الشعبي ليست الحوار، وانما تضييع الوقت حتى نكون منصفين فلنقرأ مقابلاتهم وتصريحات قياداتهم.

الجمعة الماضية نصحت الخارجية الامريكية حزب المؤتمر بعدم التصويت على التعديلات الدستورية وفي اليوم التالي. قال الراعي انهم مضطرون لمخالفة الدستور حتى يثبتوا انهم ليسوا تابعين لارادة امريكا، ما تعليقك على الموضوع؟

– الاخ يحيى الراعي وصانع القرار الذي اتى به. لديهم الرغبة الدائمة في مخالفة الدستور والقوانين ولا تنقصهم الذرائع، قالوا انهم يخالفون الدستور واللائحة الداخلية والمادة التي تطلب التصويت بعد 72 ساعة حتى يثبتوا انهم تابعون للامريكان، وعندما فتحوا لهم السماء والارض والبحر لقتل اليمنيين الابرياء لم يكونوا في تلك الايام مخالفين للرغبة الامريكية، انما كانوا مثل عقد الزواج الكاثولوكي بين المصلحة للنظام وما يريده الامريكان. هذه من مهازل الامور. 

منذ متى وهم يتسولون من الامريكان ليل نهار، ويطلبون المساعدات ويتضاحكون امامهم بأننا كذبنا على البرلمان وقلنا لهم ان الطائرات التي تساقط يمنية لكن القنابل امريكية، وفقاً لما نشرته وثائق ويكيليكس. – ولهذا اقول ليحيى الراعي رئيس المجلس الذي شاء صانع القرار ان يطرحه غمة على المجلس وغمة على النواب وغمة على القوانين اذا لم تستح قل ما تشاء.
 
قدم وزراء استقالاتهم للترشيح لمجلس النواب، ما الوضع القانوني لترك الوزارات دون تعيين؟

– بالنسبة للفراغ اعتقد ان هؤلاء يديرون الوزارات من منازلهم، ثم منذ متى كانت الوزارات تحكم من يحكم في اليمن هم اسرة ماسكة المناصب العسكرية والامنية، وبقية الاخوة في الوزارات او المجلس عبارة عن ادوات وقطع شطرنج، ولا اريد ان اقول انهم يلعبون دور البلياتشو الذي يكون في سيرك المهرجين.

الخميس الماضي تم اعتقال رئيس التجمع الوحدوي في المكلا، وقبل ايام تم استدعاء حسن زيد رئيس حزب الحق للتحقيق في المحكمة الجزائية المتخصصة وتم اعتقال القيادي الاشتراكي محمد غالب احمد والاعتداء على الامين العالم للتنظيم الوحدوي الناصري سلطان العتواني.. كيف تقرأ هذه الاعتداءات؟

– يمكن ان نقرأ هذه الاعتداءات بأنها ثمن بسيط وتضحية بسيطة من احرار الوطن في سبيل التغيير، وقد تأتي امور اشد واكثر ايلاماً من الاعتداءات او الطلب الى النيابة الجزائية المتخصصة، وهي فعلاً متخصصة بالمعارضين سواء صحفيين او قيادات سياسية وقد يأتي ما هو افظع وهذا ثمن بسيط مقابل الاثمان التي قدمها ابائنا في 26 سبتمبر و 14 اكتوبر لا بد من دفع ثمن وكلفة التغيير.

انت نائب مستقل، ومشارك في اعتصامات كتل المشترك، هل ستلتزم بالقرارات التي ستتخذها كتل المشترك في مقاطعة الانتخابات؟

– بما انني مستقل فانني سألتزم بالقرارات التي تتفق وقناعاتي سواءا اتت من اللقاء المشترك او منظمات مجتمع مدني. فقط سألتزم بما يتفق وقناعتي.

– كيف تقرأ القادم في حال اجريت الانتخابات؟
 
– قد تجري الانتخابات، لكن القادم سيكون قاتماً، يحمل المزيد من الاحتقانات، والمزيد من المآسي اذا تمت بالطريقة التي يريدها صانع القرار ومن يزينون له ذلك.
 
هناك من يتوقع انه لو قاطعت احزاب المشترك الانتخابات فان قرار المقاطعة سيكون لصالح بعضها على حساب اخرى. كيف ترى ذلك؟

– لا يهمني من يربح ومن يخسر من الاحزاب.. يهمني ما الذي سيربحه الشعب اليمني، ومال الذي سيخسره.
 
– كلمة اخيرة؟

– كلمتي الاخيرة اوجهها للحاكم واقول له ان ينظر للتاريخ ويأخذ العبرة من التاريخ، وينظر كيف انتهى المصير بالمستبدين، والا يعتبر بما يجري اليوم ولا يعتبر بمن يزينون له الامور بأنها جميلة ووردية، وان الناس في حالة وله بالحاكم. 

واقول لاخواني في مجلس النواب خاصة اعضاء المؤتمر الشعبي العام، انهم يتحملوا جزءاً كبيراً من المسئولية التاريخية امام الله وامام شعبهم في تمريرهم لهذه التعديلات التي ترجع بنا الى ما قبل الثورة. 

واقول لاحزاب المعارضة ان يصمدوا وعلى المشترك ان يخاطبوا جماهيرهم بصدق وحرارة، وان ينسجموا وينصهروا مع هذه الجماهير ليصلوا الى ما يريدونه وما يصب في مصلحة هذا الوطن.

نقلا عن صحيفة النداء

زر الذهاب إلى الأعلى